Archive for the ‘شَطَحَات ../!’ Category

تفاهات..

26/03/2013

منذُ أن مررتُ بِ اوّل تجارب الفقد الحقيقية.. لا ادري مالذي تغيّر بي، ولا أفهمُ شيئا من الجنون الذي يقتحمُ الكون من حولي! أقربُ مايصلُ لهُ العقل لوصف تلك الحالة، كأن حقيبة سفر ضخمة محمّلة بمعادن ثقيلة قد سقطت على اصبع قدمي الصغير، بترته، شوّهت قدمي -وأنا التي أُذعرُ من أن يتشوه شيءٌ بي- و أعاقت حركتي وتوازني مع المحيطين بي!

رغم جهلي الواسع في الطب.. أنا أجزمُ بأن هرموناتي قد أصابها صدع أو شرخٌ ما، فقد اختلّت عاداتي بشكل مزعج، أصبح كل شيء يثيرُ بي حالة حنق وتبرّم في كل ساعة من كل يوم! القهوة أصبحت السائل الأول والشبه وحيد الذي أعيش عليه (رغم أنها المشروب المفضل لدى الكثير من المفكرين والأدباء، الا أنها معي كانت تعملُ عكسَ العادة..أعني أنها أصابتني بكثيرٍ من البلادة!)، ومؤخرا للأسف بعض سلبياتها قد بدأت تطرأ على معدتي منذ فترة قريبة. أصبحتُ لا أجدُ أي حماسةٍ اتجاه أيّ من الأشياء التي كانت تُثيرُ شغفي و تعلّقي في الحياة، أجدُ الكثير من (اللاجدوى) في كل شيء من تفاصيل حياتي، ولعل أقرب بورتريه سيشي بملامحي أن تمثلني تلك الزاهدة المتعففة عن كل متع الدنيا المشتعلة من حولها!

تصيّرتُ تلك الشخصية المزعجة، لا أطيقُ أحداً.. و (أحداً) لا يطيقُ معي صبراً. ردود أفعالي باتت أكثر حدّةً و خِسّة، (more…)

من هناك.!

25/03/2013

أظنني عائدة من مكانٍ قصيّ لم يتكرّم علي بما كنتُ أنتظر منه.!

عائدة لأثرثر عن الحياة المملة، عن الخيبات والهزائم التي لن تنتهي.. عن القلق الذي ورثته من أبي، عن اهتمام أمي المبالغ.. عن الحنين لأشياء مضت لا أظنها ستعود بعد الآن.! هل قلت أشياء؟ نعم.. وأشخاص ربما

حَالة ~

21/08/2010

 

 

 

 

هكذا هي الحالة التي تصيبني بأكبر شعورٍ سلبيّ إتجاهي واتجاه كنَهِ الأيام التي أسرفُ في تفتيتها نكايَة بِ لا شيء .. وأنا أفعل الـ [ لا شيء ] !
(الأربعاء 1421):- بهجةٌ لا محدودة عندما كنتُ ارتب حقيبة المدرسَةِ وكُتب المناهجِ الخاوية في السنون الذاوية ../!
(الأربعاء 1431):- لا زالَ صخباً لا مُنتهي، رغمَ أن عَملي ليس كَريهٌ بِ قَدر “المدرسة” .. لأنّ الشعور السلبي الذي يجيئني من جرّاء صباحاتِ العَمل.. هوَ بِ شأنِ إلتزامي .. وانا التي لا ألتزم ../!

لا يهمّ كل ما ورد اعلاه..
كنتُ احاولُ ان ارسم خريطة لِ نفسي وللعابرين هنا ../ عن شكل الحالة المَرَضيّة التي كنتُ فيها.. ولا زلت ربما../!
بعضُ الدقائق المسروقة من العالم السّطحي/الضبابي حالياً .. أبعثرها واقفةٌ (صغيرة جداً) أمام مكتبتي ..امْعِن في الحديث الذي كانَ يدورُ بيننا في أيّامنا الخوالي؛ أرهفُ الشرايين لِ أحصل على جملةٍ أو كلمة تعيدُ لي توازني وعقلي .. و(أنا) قبل كل شيء !. كل هذه الكتب المسكينة اشعر بها تنتظر مني مبادرة سلميّة، كأن أربتَ بِ لطفٍ حميم على رأسها، أو أن أزيل عن جبينها بعضٌ مما تراكم عليها من تجاعيدِ الزّمنِ.. أو غبار حُجرتي !.

صدّقوني بأنني احاول أن اكتب ما يلي بِ طريقةٍ منمّقة كي تصلحَ لأن تكون على متنِ هذه الصفحة، رغماً عن انفِ التفاهاتِ المذكورِ فيها.

عودةٌ للحالة المرضية التي ذكرتُها قبل قليل، ونظراً لِ كوني أنتقلتُ او تحوّلتُ من كائن يقرأ ويكتب (ورقياً وعنكبوتيا/وفي رواية اخرى إنترنتّياً) إلى كائن خامل على جميع الأصعدةِ وبجدارةٍ مذهلة، أسألُ نفسي قبل إيّاكم: مالطعمُ الذي ينكّهُ تفاهة الحياة التي أعيشها بترتيبٍ أسطوريّ باهت !، مالذي انتظرهُ من الغد الذي لا يأتي بجديد ؟!، عندما أكونُ مبرمجةٌ على نظامٍ صارم لا يقبلُ أية تخريب !. أصحو لِ العملِ .. أعود منهُ لأنتظر موعدُ نومي .. أنام، وأصحو لهُ من جديد لأعود منه .. و.. تتكرّر هذه الحكاية (المهزلة) كل يوم.. منتصف الاسبوع وأيام العُطل.. إلا ان الأربعاء يحمُل معهُ شيءٌ من أغنياتِ (Wanasa) ونوم اعمق.. لا غير !.
طيّب.. بعد كل هذه الثرثة التي لا تهمّني ولا تهمّكم أيضاً؛
إلى أين../ وإلى متى ../؟! بهذه البساطة.. والصعوبةِ معاً !.
مالذي انتظر؟!، وكلّما أوغلتُ في رغبةِ الحصول على ما تاهَ منّي.. كلّما زادَ جنوني وارتباطي بِ حياة الـ [لاشيء] !.

– أظنّ بعضَكم يقول:- تنتظرين ان ينتهي منكِ القَدر حتى(تريّحي وترتاحي) / قطعاً كتبتُ لكم “ينتهي منكِ القدر” لتكون بديل عن كلمة لا تحبّها إحدى الأرواح التي أحبّ .. /!

 

ختاماً لستُ أجروء على قولِ شيءٍ سوى:- (لا لا .. هذي ماهي حاله) : (

هذهِ لكم (f)

 

 

تَفاصِيلْ ../!

02/11/2009



ليسَ من الضروري إطلاقاً أن أرضخَ كلما غزتني كتائبُ الشوقِ أو جيوشُ الحنينِ إلى صوتك، ربما قد نضجت عظامُ الفقدِ في جوفك وآنَ قطافكَ، ربما قد أصبح من الملحّ جداً أن يهزمُكَ حنينكَ إلى (كُلّيْ) قبل (بعضي)؛ ربما قد بدأتَ تستنكر الجلبة المقيمة في رأسك، وبدأت حياتك تصابُ بِ شرخٍ من دوني، ربما استقامَ الهمّ في صدرك، وتضائلَ الضحكُ على وجهك، قد يكونُ الوقتُ في معصمك الآن مقعداً بلا حراكٍ ولا نبض؛ ربما لا طعمَ لِ الماء في فمك بعد أن كنتَ مؤمناً جداً بأنهُ [ أشهى ] حين ترشفُ الكأسَ من بعدي ../!



والكثيرُ من التفاصيل الدقيقة، الكثيرُ من الأشياء الممتقعة بعدي، الكثيرُ من الضياع؛ تأكد بأنك مريضٌ بها، وكن على ثقة بِ أنها لن ترأف، وأما أنا ،


فَ لن أشفعَ ../!

مابـْيهمّ ../!

27/09/2009



كمْ هوَ مَقيت‘ حدّ الهِجرة ../!



من أبشعِ القضايا التي تمارسُ علينا تسلطاً نازيّاً في عصرِ الـ(سوبر) ديموقراطيّة، وانخفاضاً حاداً في مستوى النشاط في زمنٍ ارتفعَ بهِ مُعدّلُ الحَرَكة، قضيّة الكذبة الأكبر على مرّ العصور – الوطن../!


تلك الكذبة الأزلية والتاريخية، الكِذبةُ التي خُلِقتْ لِ رفع شعارات الرؤساء تبعاً لِ أرصدتهم و أولويّاتهم، أعلامُ الشهداء رضوخاً تحت قناعاتهم و عقائدهم، وتباعاً وُجِدتْ لأجلِ المواطنين (إخفاضا / قمعاً / إحباطاً / سَحقَاً ) – لأن تلك الكذبة الأكبر تحتاجُ لِ أن تحتطبَ الدَّسمَ كي لا تخبو قضيّتها !،


مِسخٌ وجِدَ لِ دعكِ أنف الطواحينِ في حذاء الّرمال، وجِدَ لِ وأدِ الأيّامِ ودهسِ الطموح والأحلام وتنكيس رؤوس الهِممْ ، وأفضلُ جزءٍ من مهامّها المنوطةِ بها، شطبُ الأمنياتِ الصغيرة ( حيثُ أننا لا نجروء على الكبائر )../!



يا الله،


صحيحٌ جداً أنني ألهو بِ الشخوصِ كثيراً دونما رادعٌ او تردُّد، وصحيحٌ أيضاً أنني أحياناً أتصيّرُ بِ (لا) قلبْ، بِ (لا) ضَميرْ؛ لستُ أنكرُ أيٌّ مما مضى، بل ربما أنا أكثر وضاعة وأحاولُ طمرَ النتنِ المُدثّر بي .. وأكثر../!


ولكن الحقيقة العُظمى التي تسكنني مُنذُ أن كنتُ [شيء ليسَ جديراً بِ الذكر] في (قرارٍ مَكينْ)، أنَني بِ خلايا نَشِطَة عندما تتأتّى في الجوارِ حكايا عن الوطن، او تُعجَنُ الثرثراتٌ الرخوة عن المنفى. ترتجفُ الدّماءُ في مجراها، وتُصابُ رئتي بحالةٍ من التشنُّجٍ المفجع، هكذا العوارضُ تأتي من تلقائها بِ دفعاتٍ متناوبة، رغمَ أني أؤمنُ بأنَ والدي رجلٌ طيّبٌ جداً، أزعمُ بأنه يحبني كثيراًً، فَ لم يزرع في أذنِي صلاةً غير الآذان وتعويذاتٌ منَ السماء ../!


ماما تكرهُ السِّياسة، وبابا من جمهورِ التعقيداتِ الرقميّة، ومن أينَ أصِبتُ بِ هذا الهاجسِ الموبوء لا أدري ../!


فَ بِالأمسِ القريب، تساقطَ الزمنُ من حولي خريفاً طعمهُ ليسَ محدداً، و قد بدأتُ أشعرُ بِ خمولٍ بطيء يسري في تلك الدماءُ وذاتُ الرئةِ، شيءٌ يشبهُ الخِدَر المحقون في الوريد، وأظنّ أنني كنتُ على وشكِ أن أقعَ في مأزقِ قضيّتي الأثيرة، حينَ تركتُها تتغلغلُ في عروقي لجزءٍ ضئيلْ من ثانيةٍ متأخرة، كدتُ أفقدُ يدي حينَ تبلّدت بعض الشيء والحكايا تُسردُ بِ الجوار، والثرثراتُ تُعجنُ في أذني وفوقَ رأسي، وأنا لستُ أشبهني، تصيّرتُ طفلة والدي الذي رتّل العقيدةُ في روحها صغيرة، وأوشكتُ أن انتهي من جسدي الذي كَبُرَ دون أن يفقهون، والوطَنُ قضيّةٌ باتت لا تعنيني، لجزءٍ متأخّرٍ جداً.. من ثانيةٍ مترهّلة، في ساعةٍ مشطوبة من تاريخي المتخبّط في وعثاءِ هِجرةٍ مؤجّلة ../!



كدتُ أن أرتخيَ في حضرتك، اوشكتُ أن أحنو عليك ../!
ولكن ..
لا ياقلب؛ إلا الوطن../!

Enta, 7a8y ../!

13/09/2009



يارب، ها هي الأيامُ تمشي كَ صلاةِ كهلٍ عجوز، بطيئةٌ حدّ الإحتضار، لا تنتهي ساعاتها وكأنها روزنامةُ دهرٍ وبضعُ سنون، مُختنقةٌ بنا من كلّ تكدّساتِ التوتّرِ وصراعاتِ المللِ الأخيرة، تبلّدت أجسادُنا وخبى اشتعالُ سعيرها ساعةَ الإلتحام، برُدَتْ عِظامُنا وكَبُرت الهوّة بيننا، تصاعدَتْ نسبَةُ الإحتقان والكِتمانِ والكَذبِ والدنائةِ/القذارة المحجوبة، وإلى أينَ الفجائعُ القادمَةُ سَ تبني لها سقفاً و تدُكّ لها وتداً، أرتجفُ كُلّما أطلقتُ السماءَ لِ الخياراتِ المُمكنة ../!




ليسَ هكذا يا صاحبي../!




حينَ تكونَ وحدُكَ رفيقُ الهوى، وتصبحُ أصابِعكَ مجرى لِ بكاءٍ لا يفهمهُ إلا أنتْ، وصدرُك وسادتي في شتاءاتي التي تجلِدُ مساءاتي المتعاقبة، حينَ تصبحُ رائحةُ جسدكَ تعويذاتُ رئتي و حاجتي في استيعابي لِ عالمي، حينَ تكونَ أنتَ (المُسيطِر) و (الرّجل) و (الطفلُ) و (الهواءُ) و (الإحتواء) و (الحاجةُ) و (المرض) و (الصلاة) و (الشُّح) و (الفائض) و (الإكتفاءُ) و (الإشتهاء) في حياتي، فَ ليسَ هكذا مطلقاً يا صاحبي؛
ليسَ هكذا تنفِضُني عنك بكل هذهِ الْ لا إنتمائيّة و الحِدّة ، وكأنني لا أخُصّك ولستُ أعنيك شيئاً ../!

!/..MaMa

31/08/2009




انظري، أنا أمسِكُ بِ الهواء../!
فتحت قبضةُ يدها بِرفقٍ طفوليّ، وتطايرت أدخنةُ الجثّة المحروقة من يدها ../!



موهنٌ جداً يا الله أن تجعلني كلّ هذه السنون أنثى مُجرّدة من فطرةٍ فطرتَ الترابَ قبل الماء عليها، متعبٌ حدّ البلادةِ أن تسيّرني بِ رغباتٍ عشوائيّة حتى أفنى وأنا موشومةٌ بِ عارٍ لِ ذاكرةٍ وضيعة جداً، نتنةٌ حدّ الإختناق، تذكرُ كل مقيت، وتنكرُ العشير كما في السّلفِ الطالح!، هل يجوزُ لمثلي أن تقولَ دونَما ارتجافٍ عقائديّ، بَ أنّ كل هذه العطاءاتُ العاطِلة قد نخَرتْ من عظمي كثيراً وأنا أمَنّي أحلامي بِ فردوسٍ لا حرامَ بها ولا اقتصاص ../!



ياربّي قد مللتُ مقامي بين هذه المكتظّات المتكدّسة، وقد حَزِنتُ ما شاءَ الحُزنَ منّي؛ وَ توعّكَ جسدي بِ عددِ مامضى لهُ فوقَ الترابِ ضِعفاً، وبدأتِ الأوجاعُ تتساوى في داخلي حتى وقدِ إلتحمَتْ بِ أعضائي!؛ ولا يخفاك يا الله بَ أنّ أهليّتي لِ القادمِ من جحافلُ التشرّد وكتائبُ الأرصفةِ العارية لا طاقة لها في داخلي لِ أبعد من هنا، ونقطة.. انتهى ../!




طيّب، لكِ يا ماما؛
يامن لا تعرفين الطريقَ إلى هذا المكان ولا تتخيّلينَ أنهُ يمكن أن يكون، يا مَنْ تخالين لا وطَنَ لي سوى بيتنا المألوف بِ فوضاهُ الدافئة ورائحةِ العودِ المحترقُ بِ أمسياتِهِ الباسمة.. و منضداتهِ اللتي تصغر كلما تضخّمت السنون في أجسادنا، يامن تؤمنينَ بِ اعتناقي لِ غرفتي العتيقة والمتهالكة والمعطوبةِ في زوايا لطالما شهدت مشاكساتي والهواء حينما اعتزلُ عقلي، و أصدّقُ بَ خَبلٍ وعُته أنّني [ أقدر أطير ] ../!
لكِ يا ماما؛
و لأحضانُكِ التي اغتالها بردٌ أحدُ أسبابِهِ أنني “كَـبُرت”؛ وأنكِ قد مللتِ !، لكِ و لقبلاتِ الزمنِ في أطراف عينيكِ، ولرائحةُ بارفانكِ العتيقُ جداً (Nude) في جسدكِ الذي يصغرُ كلما تقدمتِ في أحلامكِ بنا، لكِ ولقناعاتكِ بأنني أصلحُ أن أكون مثلكِ يوماً ما، لِ سجّادتُكِ المعلّقة في سماء وترٍ أو قيام، لِ تلفازُكِ المقدّس و (بابُ الحارة بأجزاءه)، لكل قطع الحلوى التي تصنعين وتخبئينها عن بابا، لكِ و يداكِ الأقربُ لِ الجنة، الأبعدُ من الحناء، لكِ ما سيأتي ../!



أنا كما تحلمين وتسائلين الرّب عني، كما وأني أخرى لا تعرفين ../!
صبيّةٌ حمقاء، أنثى بِ أشغالٍ ناضجة، لا تقتربُ من طفولتي في عينيكِ أبداً، أنا لا أشبهُ ابنتكِ ال تعرفين، تسكنني أخرى، تصيبني بِ نجَسٍ كلما عادت لِ بيتنا المألوف/ الدافئ/ الحميم/ الخاصّ/ والوطن !، فتاةٌ ليلها يتصيّرُ محموماً متى طرأ لها أن تكبُر حدّ التّأنث، فتاة تفهمُ الأشياء المعقّدة التي تخبئين عنها في أحاديثُكِ الجانبيّة مع صديقاتُ الشاي وقطع الكعكِ الأسمر، أخرى تتقنُ الأفعالَ التي لا تعلمين أنتِ نفسكِ عنها، وتمارسُ الأحداثَ التي قد تصيبُكِ بنكسةٍ نفسيّة (واميلُ لِ اعتقادِ أنها حادّة ايضاً) لو علمتِ أنها موجودة على هذه الحياة التي نعيشها في آنٍ معاً وإلى جانبي ايضاً ترقدُ كل ليلة../!



اجل يا رائحة العطر العتيق، أجل يا أحلامكِ الكبيرة و قناعاتكِ المؤجّلة لا ادري إلى متى، تخيّلي أنّ كل هذه اللزوجة الوحليّة قد استشرت في طفلتكِ عاشقةُ الحلوى، التي تكرهُ رائحةُ البحر وتدمنُ الصحراء والنّارَ و القهوةُ الأمريكيّة في وسطِ البدائيّة (مع كل شتاءٍ برّي)، ولا ترضى بِ فراشٍ غير سيّارةٍ مغلقة ../!



كم ارتبكِ الآن وأنا أكتبُ هذه الأشياء؛ ولكن تباً، لن تقرأيها ولو شاءت الأقدار،
وإن قرأتِ، فَ لن تصدّقي هذه الترّهاتُ عني، فَ لازلتُ طفلتكِ التي كبُرت، ومللتِ منها، وخبئتِ حلواها عن والدها، و عتّمتِ عنها احاديثكِ المحرّمة مع صديقاتُ الشاي والكعك الأسمر ../!

مشهدٌ دراميّ

القاهرة – 2007 / 8

بِ قَـرَفْ ../!

03/08/2009

n566205513_6423702_2859490

PhoTo: DhAhi AlAlI*

 



 

فادحٌ كل هذا الإحتياج منّي لكْ ../!
لا يشبهُ ثرثراتهم عن الماءِ ولا هرطقاتُ الاوكسيجين على صفحاتِ الأطباء، لا يقاربُ الدمَ ولا والرئة ولا أيُّ كئآبةٍ تتوارثها أجسادُنا في هذا العالمِ المُبهم والمريضُ قطعاً ../!
لا تجزع حينَ أقولها بِ فمٍ مُكتنزُ الوقاحة، بِ قرف !، فكلّ الأشياءِ من حولي تفتقدُ رائحةُ التبغِ في شَعري، وعطركَ المتأخّرُ في زوايا شالي الأخضر، هناكَ أشياءٌ خاصةٌ جداً، تفتقدُ ملامحُ الثورةِ على ملابسي، كل الأشياء تفتقدُ أصابعكَ المبللةِ من جولةٍ محمومة، اللتي لا تصلُ غجريّاتها إلا بعد سيجارتكَ الصباحيّة ../!

 

أما قلتُ لك، بِ قرف ../!

جلستُ يوماً على ركبتيّ أمامكَ بِ دراما فاقعةٌ جداً رغماً عن ساقي و وهنٌ زائدٌ عن حدودِ اصابعي، كنتَ تقرأ جريدة قديمة (أو تتظاهرُ بِ ذلك)، قلتُ لكَ بِ صوتٍ مرتجف؛
– لا أريدُ أن أكرهك !. الجريدةُ كما هي، توصِدُكَ عني، ولم يتحرّك بكَ أيُّ جزءٍ من جسدك !،
(كم انا مسكينةٌ جداً، اعلمُ ذلك..)

ولكن المُربك / [ المُرُّ / بِكْ ] أنَك لا تأبهُ لشيءٍ على هذه الأرضُ بما فيها أنا، والمضحكِ جداً أنك لا تأبهُ حتى لكْ ../!

بِ قرف؛
أحتاجُ عتقاً منك، وطريقاً لا يسلكهُ إلا.. السَفرة، الكرام، البررة../!

 

 

 

يَارَبْ،
لا تذرني تحت حماهُ أكثر – فما عدتُ أطيق،
و هبْ لي من لدُنكَ رحمةً لا تقربُ ارضهُ فما عادَ بي من رمق يا الله ../!
يَارَبْ،
إنّي أسألكُ الشفاء من وسوسةِ هذا الرجُلٍ الرجيم،
وأسألكُ عتقاً من دركهِ الأسفلُ ؛
آمين../!

-][- 

 

 

ياحَضرَة الْـ[خَسِيْسْ] ../!

06/09/2008

 

 

 

 

 

 

 

عندما يحتقنُ الوجع في أصابعي

وترتدّ الأحرفُ عن ملّتي وشريعتي

عندما يُكبّلونَ الشوارع، ويعتقلون مداخلَ قريتي

عندما يشطبونَ اروقةُ الحياة من وتينِ الأبجديّة

و يتدافعونَ في [ وطنٍ متقهقر ] أفواجاً

كيفَ سأكتبُ له ككل [ حماقاتي ] :

يا سعادة الرئيس../!

 

كيفَ امارسُ عروبتي بسلاحي الوحيد ، ذي الطلقات العشر../!

و كيف أزاول مهنة الصمت المتحدث

وارتدي جلباب الـ [ اكابر ] ..

أضعُ على متني إستبرقٌ مؤجّل ، و اصبغُ جسدي بعطورٍ فردوسيّةِ الإستيراد

وكلّ هذا الحضورِ، لأنّ حضرة الرئيس [ كلاس ] !

 

 

اوجاعٌ تتوارثها الاجيال يا مُواطِنُ الرغيف..

هي أشياءٌ حتميّة، [بجدارةِ القدر]، كانَ لزاماً علينا أن نمضي بها رغماً وقسرا ..

خرائطٌ ومخطوطاتٍ تاريخيّة : كُتبَ عليكمُ الصراعُ فـ الصراعُ فـ الضياع !

منفى / ارامل / مشردين / اطفالٌ شيوخ / نساءٌ رجال

و القانونُ لا يسري الا على اليتامى والمساكين و يتركون [ ابن السرير ] ../!

 

كيف أكرر حماقاتي لحضرته

بعد ان كمّموا افواه قلمي ، ومزّقوا شعائرَ يدي

كيفَ بعدَ أن فضّوا بكارةَ الجدرانِ والأسقف و دهسوا المحابر../!

كيفَ سيصلُ صوتي، بعد ان شوّهوا الهواءَ في صدري

 

يا حضرة الرئيس../ سانويْ الصراخَ فـ استمع وانصت لعلّكَ [ تـَرحمْ ] :

دنسوا حديقتي بـِ لعابِ الكلاب و مدينتي حبلى بـ ألغامٍ و رصاص وأشياءَ اخر ..

تداولوا شرف جارنا في بورصتهم، وقطعوا اصبعَ فَرَح لأنها لم تفعل شيء

أطبقوا الحياة فوق رأسِ الشيوخ، وكدّسوا الطرقاتِ بـِ أشلاءٍ مُثخنة ../!

 

يا حضرة الرئيس، ولا اخفيكَ هذا الصمتُ المدقع هنا

لا أحد يمشي، ولا أحد يبكي ، ولا أحد يولول.. الارصفةُ الآن في حالةِ وهنٍ غريب

لا أرى دكّاناً ولا شجرةُ برتقالٍ تعتكفُ فوقَ رأسي عند الكرسيّ الخشبي

حضرة الرئيس، هنا لا أحد سواي

لا رجالٌ ولا نساء

لا اطفالٌ ولا أرامل

لا أذانٌ ولا منابر../!

يا حضرة الخسيس

لا شيء ينتمي لي هنا

لا شيءَ هنا يشبه ماكان يوماً هنا

لا شيء عامرٌ في هذه المدينة

سوى المقابر !