Archive for 27 سبتمبر, 2009

مابـْيهمّ ../!

27/09/2009



كمْ هوَ مَقيت‘ حدّ الهِجرة ../!



من أبشعِ القضايا التي تمارسُ علينا تسلطاً نازيّاً في عصرِ الـ(سوبر) ديموقراطيّة، وانخفاضاً حاداً في مستوى النشاط في زمنٍ ارتفعَ بهِ مُعدّلُ الحَرَكة، قضيّة الكذبة الأكبر على مرّ العصور – الوطن../!


تلك الكذبة الأزلية والتاريخية، الكِذبةُ التي خُلِقتْ لِ رفع شعارات الرؤساء تبعاً لِ أرصدتهم و أولويّاتهم، أعلامُ الشهداء رضوخاً تحت قناعاتهم و عقائدهم، وتباعاً وُجِدتْ لأجلِ المواطنين (إخفاضا / قمعاً / إحباطاً / سَحقَاً ) – لأن تلك الكذبة الأكبر تحتاجُ لِ أن تحتطبَ الدَّسمَ كي لا تخبو قضيّتها !،


مِسخٌ وجِدَ لِ دعكِ أنف الطواحينِ في حذاء الّرمال، وجِدَ لِ وأدِ الأيّامِ ودهسِ الطموح والأحلام وتنكيس رؤوس الهِممْ ، وأفضلُ جزءٍ من مهامّها المنوطةِ بها، شطبُ الأمنياتِ الصغيرة ( حيثُ أننا لا نجروء على الكبائر )../!



يا الله،


صحيحٌ جداً أنني ألهو بِ الشخوصِ كثيراً دونما رادعٌ او تردُّد، وصحيحٌ أيضاً أنني أحياناً أتصيّرُ بِ (لا) قلبْ، بِ (لا) ضَميرْ؛ لستُ أنكرُ أيٌّ مما مضى، بل ربما أنا أكثر وضاعة وأحاولُ طمرَ النتنِ المُدثّر بي .. وأكثر../!


ولكن الحقيقة العُظمى التي تسكنني مُنذُ أن كنتُ [شيء ليسَ جديراً بِ الذكر] في (قرارٍ مَكينْ)، أنَني بِ خلايا نَشِطَة عندما تتأتّى في الجوارِ حكايا عن الوطن، او تُعجَنُ الثرثراتٌ الرخوة عن المنفى. ترتجفُ الدّماءُ في مجراها، وتُصابُ رئتي بحالةٍ من التشنُّجٍ المفجع، هكذا العوارضُ تأتي من تلقائها بِ دفعاتٍ متناوبة، رغمَ أني أؤمنُ بأنَ والدي رجلٌ طيّبٌ جداً، أزعمُ بأنه يحبني كثيراًً، فَ لم يزرع في أذنِي صلاةً غير الآذان وتعويذاتٌ منَ السماء ../!


ماما تكرهُ السِّياسة، وبابا من جمهورِ التعقيداتِ الرقميّة، ومن أينَ أصِبتُ بِ هذا الهاجسِ الموبوء لا أدري ../!


فَ بِالأمسِ القريب، تساقطَ الزمنُ من حولي خريفاً طعمهُ ليسَ محدداً، و قد بدأتُ أشعرُ بِ خمولٍ بطيء يسري في تلك الدماءُ وذاتُ الرئةِ، شيءٌ يشبهُ الخِدَر المحقون في الوريد، وأظنّ أنني كنتُ على وشكِ أن أقعَ في مأزقِ قضيّتي الأثيرة، حينَ تركتُها تتغلغلُ في عروقي لجزءٍ ضئيلْ من ثانيةٍ متأخرة، كدتُ أفقدُ يدي حينَ تبلّدت بعض الشيء والحكايا تُسردُ بِ الجوار، والثرثراتُ تُعجنُ في أذني وفوقَ رأسي، وأنا لستُ أشبهني، تصيّرتُ طفلة والدي الذي رتّل العقيدةُ في روحها صغيرة، وأوشكتُ أن انتهي من جسدي الذي كَبُرَ دون أن يفقهون، والوطَنُ قضيّةٌ باتت لا تعنيني، لجزءٍ متأخّرٍ جداً.. من ثانيةٍ مترهّلة، في ساعةٍ مشطوبة من تاريخي المتخبّط في وعثاءِ هِجرةٍ مؤجّلة ../!



كدتُ أن أرتخيَ في حضرتك، اوشكتُ أن أحنو عليك ../!
ولكن ..
لا ياقلب؛ إلا الوطن../!

Enta, 7a8y ../!

13/09/2009



يارب، ها هي الأيامُ تمشي كَ صلاةِ كهلٍ عجوز، بطيئةٌ حدّ الإحتضار، لا تنتهي ساعاتها وكأنها روزنامةُ دهرٍ وبضعُ سنون، مُختنقةٌ بنا من كلّ تكدّساتِ التوتّرِ وصراعاتِ المللِ الأخيرة، تبلّدت أجسادُنا وخبى اشتعالُ سعيرها ساعةَ الإلتحام، برُدَتْ عِظامُنا وكَبُرت الهوّة بيننا، تصاعدَتْ نسبَةُ الإحتقان والكِتمانِ والكَذبِ والدنائةِ/القذارة المحجوبة، وإلى أينَ الفجائعُ القادمَةُ سَ تبني لها سقفاً و تدُكّ لها وتداً، أرتجفُ كُلّما أطلقتُ السماءَ لِ الخياراتِ المُمكنة ../!




ليسَ هكذا يا صاحبي../!




حينَ تكونَ وحدُكَ رفيقُ الهوى، وتصبحُ أصابِعكَ مجرى لِ بكاءٍ لا يفهمهُ إلا أنتْ، وصدرُك وسادتي في شتاءاتي التي تجلِدُ مساءاتي المتعاقبة، حينَ تصبحُ رائحةُ جسدكَ تعويذاتُ رئتي و حاجتي في استيعابي لِ عالمي، حينَ تكونَ أنتَ (المُسيطِر) و (الرّجل) و (الطفلُ) و (الهواءُ) و (الإحتواء) و (الحاجةُ) و (المرض) و (الصلاة) و (الشُّح) و (الفائض) و (الإكتفاءُ) و (الإشتهاء) في حياتي، فَ ليسَ هكذا مطلقاً يا صاحبي؛
ليسَ هكذا تنفِضُني عنك بكل هذهِ الْ لا إنتمائيّة و الحِدّة ، وكأنني لا أخُصّك ولستُ أعنيك شيئاً ../!

حُنجرةٌ معلّقة ../!

09/09/2009




x1

واقِعُنا سمينٌ بِ العثرات، فَ لاتقفْ معها ضدّي؛
تعال، و أوثقني بِ رئتيكَ أكثر؛
محمومةٌ أنا؛ وأحتاجُكَ حتى العظم ../!





أحد الأشياء المضحكة التي تعيشُ معي أنني أجلدُ نفسي دائماً بِ قهوة مُرّة سوداء ثقيلة، عنيفة حادّة ساديّة مُخيفة.. إلخ، وذلك كّلما حنِقْتُ مِنّي عليّ، وحين تتأتّى بِ جواري عينُ الرضا عَلَيّ، أجدني قد بدأتُ أدللني بِ قهوة فرنسية بِ نكهةِ الـ hazelnut !،ولكن../!

بما أنني أمُرُّ بِ أحدِ الأيام في حياتي التي تشهدُ سنَامَ الألم والفَقدِ والتيهِ (على الإطلاق)، فَ هاهي الحسناءُ الفرنسيةُ ترقدُ بِ اشتعالٍ بدأ يملُّ فوقَ مِنضدةٍ زواياها بدأت تهرم رغمَ أنني أخشى أن أفقدَ جزءاً عظيماً من عقيدتي تحت وطئةِ هذا البؤسِ المعتكف في داخلي، والصّدماتُ المتناسلةٌ مثنى ورباع ../!



رغمَ السجائرِ المنتحرة التي تعاتبني تحت سريري، ورغمَ أكوابُ القهوة التي ركلتُ بها معدتي، ورغمَ البكاءِ المكثف والإضرابِ عن الطعام والتـّوحدِ في الصّومعة، وكلّ الممارساتُ التقليدية المعروفة في مثلِ هذه الحالات، إلا أنني لازلتُ أفزعُ كلما بدأتُ في تلاوةِ مامضى عليّ في هذا اليوم المنكوب!، لا أجيدُ صياغةُ برمجاتٍ عصبيّة لِ نفسي رغمَ فصاحتي بها معَ المتخاذلينَ غيري، ولا أعرفُ إحباطَ محاولاتِ الشرّ حينَ أحاولُ النّسيان والتـّملّصَ من الواقع، ولا أفقهُ حجمَ الوجعَ الذي ينشترُ في صدري بِ طريقةٍ بربريّة؛


فما مصيرُ هذه الرجفات .. الله وحدهُ من يجيدُ التكهّن ../!



أمِنَ المنطقِ أن اصف هذا اليوم بِ أنهُ يومٌ (حادّ) ؟!؛
تباً لي.. لا تهتَمّي بِ المنطق في هذه السّاعة، لستِ تُخاطبينَ أحداً، أصابعكِ وحدها من يحاولُ ترجمةَ أحداثٍ متسارعة في جوفٍ كهل، لأنكِ يا غبيّة لا تفهمين عندما تفكّرين بِ طريقةِ الإنسِ (مُصمَتة)، بل تزدادينَ عمقاً في اتجاه الجاذبيّة، على طرازِ الوحلِ الجائع، وها أنتِ تُلبّينَ نداءاتَ الشتاء، فَ تحمّلي ../!
(وحدكِ طبعاً)



يارب، تضرّعٌ جديد؛
إني أسألكَ أن تنتشلني من كل هذه الفوضى وترميني لِ عالمي الذي فطرتني عليه؛ وشكَرتُكَ كثيراً على ما وهبتني إيّاهُ، رغمَ النقصِ والوجع و الموتُ المتردّدُ كل حين ../!
آمين..