Archive for 28 سبتمبر, 2010

أعجَازُ نخْلٍ خَاويَةْ ~

28/09/2010

 

 

 

 

– مُصابونَ بِ العَجزِ العاطفي../ لا تنتصبُ ذاكرةٌ .. ولا يلتهبُ حنين ../!

 

 

 

 

حدثني عن الموت في سبيلِ النسيان.. وعنِ الحياةِ المزعومةِ في قلبك.. عن الأمنيات البِكر و وجهُ العملاتِ المتشقلبة في الهواء.. عنِ الأوجاع الجميلة و أوشِحةُ الخيالاتِ المنتصبة في عُنق الحقيقة .. عنِ الأحلامُ التي صنعناها قشّةٌ فوق أخرى على جبينِ الهواء.. عن اساورُ الملكيّة على معصمي حينَ كُنتَ رَجُلي وانا “خاصّتك” .. عن لون الشتاء على سقفنا الذي لم يُخلق بعد، وعنِ  أكواب الشاي الأخضر التي حضّرتها لكَ بِ دون سُكّر -كما تحب- ، حدثني عن الحنين الذي كانَ يعتصر جوفي وأنتَ نائمٌ  إلى جانبي تهذي بِ طلاسم كرةٍ وأسماءُ العازفين.. حدثني عن صوتُ شهيقك وزفيرك وهو يرتبُ نبضاتُ القلب في صدري.. ولم أدري، حدثني عن صوت العصافير التي تكرهها لأنها تُربِكُ نومي ../!

علّمني عن الهوسِ الذي كُنتُ أدمنهُ على يديكَ كَ تبغي.. قلّ لي كيفَ كانت تلك الصباحاتُ التي تأتيكَ بِ رائحة قهوتي التي تُصيبُكَ بالغثيان.. واحكي لي كم من مساءات محمّلةِ بِ عطورٍ غجريّة.. كنتَ تصرخُ بِ اسمي كي تفتعلَ اشياءٌ تتقنها معي !.. اخبرني عن خجلي معكَ في بداياتِ الهوى.. عن الغوى .. عن أنفاسُك حين تلتهبُ من طفولة امراةٍ.. كل ما يتجنّنُ بك منها.. برائةُ الذهولِ في فمها.. قل لي عن الطّفلةُ التي ستنجبُ لكَ أطفالٌ وأطفال.. عن المرأةُ التي انجبَتكَ من رحمِ امرأةٍ أخرى .. وعن الرّجلُ الذي يتقنُ تهميشُكَ لأنكَ لستَ السّببُ في خًلق امرأةٌ “خاصّتك”.. عن البيت الكبير الذي يأخذها منك../!


حدّثني عن الذاكرة التي أنساها وأنا معكْ ؛

اجتثثني من عالِم الخِدر الذي أحياهُ بك؛

إنتشلني من ضياعي فيكَ .. واغفر لي ضلالاتي حينَ اتبعُك؛

اغتسل منّي ../ و نقّني من انغماسي في القميء من وحلك؛

وليقرُض الزمن من عمري ما تبقى../!

محمد شكري ../!

21/09/2010



صباح الخير أيها الليليّون،

صباح الخير أيها النهاريّون،

صباح الخير يا طنجة المنغرسة في زمنٍ زئبقيّ.

بدايةٌ لا تشي إطلاقاً بأي نوعٍ من المحتوى الذي تحتويه هذه السيرة الذاتيّة ../!

كنتُ في أحدِ ردهاتِ المخزنِ الخارجيّ لمكتبةِ مدبولي – مصر حينَ كنتُ أنصَحُ بِ رواية عبده خال الأخيرة لأحدِ المهتمّين هناك، جاء كبيرهُم وهوَ يبتسمُ لي بِ ألفةٍ قديمة وهو يلقي التحايا وبعض المشاعر النبيلة على ذمةِ مامرّ من تاريخي السنويّ معهم!. كل ما أذكرُ بِ أنّهُ لم يكفّ عن تشكيك نزاهة لجنة البوكر عندما كان نصيبها لِ الكاتب/عبده خال في ترمي بِ شرر..؛ يزعمُ صديقي العجوز أنها لا تستحقّ كل هذا الضجيج وأن هناكَ رواياتٌ جائت بِ شكلِ هذا الشرر اختصرت منهُ أو اسهبت.. و (بووم) !، أعطاني كتاابٌ ضئيل الحجمِ امام الشرر المذكور اعلاه وقال من تحتِ نظّارته:- هذهِ أعنفُ من رواية خال، جاءت قبلها.. ومازالت تعيش معها و.. لن تموت!، يقصدُ بهذه الموشّحة [الخبز الحافيمحمد شكري] !.

اخذت [الخبز] منهُ بلا ملامح.. وقلبي في حالة “رجفان بطينيّ“.. فَ احساس أن اقرأ ترمي بِ شرر مرة أخرى على شكل مكثف بهذا الحجم الصغير يجعلني أشعر بحالة لا استقرار في احشائي، أخذاً بِ الاعتبار أنني لم انتهي منها بعد لأنها تحتاج أن تنتصف بها / تأخذ قسط من الاستجمام وتعود لها من جديد.. لا يهم.

يهمنا:- الخبز الحافي.. ومحمد شكري .. واخيه الأصغر/المقتول في بدايات هذه السيرة على يدِ والده بتحريضٍ من الجوع والفاقة أو من الغضبِ الذي كانَ يتطاول على الآلهة أحياناً.. لِ يستغفره في لحظات الصّحو ..!. صَفحاتٌ أخرى تتوالى حولَ هذا “المسخُ الأب” حسب تصوير شكري، حولَ غضبهِ من ابنهِ دائماً ، ولحظاتُ الركل والصراخ واللعن ( ولكم ان تستبدلوا لعن بكلماتٍ أخرى تتوازى وحجمُ هذه السيرة) – و طريقة التفاهم المتّبعةِ مع زوجته المُنكَسرة،  والحالُ الرّثّ الذي يعيشون فيه/عليه، ونوباتُ البصقِ واشياءٌ أخرى لا تخطرُ لكم على بال.. لِ تجيء فجأة اوراقٌ / لحظاتٌ “خاصّة جداً” بين الأبوين ومحمد يستمعُ لِ حمّى الأبوين.. وأنا أقفُ بينَ البينِ فاغرةٌ حياتي ذهولاً لأن المعادلة او المتراجحة تقول وتتسائل: كيفَ لهُ أن يبصَق ويشتم ويركل ويلكم امرأته، أعني كيف لهما بعد أن يتشاجران.. يلتحمان!.

لم أكن لأتخيّل بِ أنّ هناكَ من يعيشُ بِ هذا القَدر المتراكمِ  من التواضعِ والبؤسِ والمرض والجوع والفقر والإجرام والفنتازيا الجسدية والعربدة والدنَس والنتانة و.. هل أكمل؟!. بعضُ المشاهد التي وردت في السيرة الذاتية كانت بالنسبةِ لي (unReal) تماماً، ولستُ هنا أشكّك ب مصداقية الوارد فيها.. معاذَ الله !، ولكن كل ما أقولهُ بِ أنّ هناكَ نوعٌ من التراجيديا الفاقعة أو شيءٌ من قابيل وهابيل مع استبدال بعضِ الرّتبِ العائلية كما ذكرتُ لكم بدايةً؛ عندما قامَ /شكري/ والد محمد بِ قتلِ أخوهُ الصّغير (لوى عُنقه!).

جاءت سلافة / خليلةُ قابيل.. لِ تصيّرها الأحداثُ خليلةٌ لِ محمدٍ بِ طريقةٍ ما.. لا اخفيكم أنني لوهلةٍ ظننتُ  بِ أن الأحداث سَ تبدأ في الهدوء والألفاظ سَ تخلعُ عنها رداء الأرصفةِ والشوارعِ لِ تكونَ ناعمةٌ أكثر أو على الأقل مُرتبة ومُهندمة.. ولكن هيهات يا تفائلي : ) .. لازالَ الحديثُ يدورُ حولَ شعاراتُ الكلمات المتدنّية (رغم أنّي أحبّ لغويات شكري جداً.. ولكن استثني منها الكلمات الواردة في هذا الكتاب قطعاً! ).

قد أقولُ لِ اختي (أصغر مني) لو أرادت ان تستعير الكتاب من مكتبتي:- أوراقُ طفل تعلّم السرقة على ذمةِ إجاصةٍ في بستانٍ لِ شدّة الجوع، و تعلّم في ذات الوقت أول تضاريسٍ لِ جسد المرأة من خلال نتوءات ابنة صاحب البستان – أمٌ تضعُ طفلتها-أرحيمو- توّاً.. وتمضي لِ العملِ كي تُرضعُ تلكَ الطفلة ذات اللحمُ النيّ قبل أن يُصيبها ما أصابَ الطفلُ القتيل – بعضُ الشفراتِ التي خدشت وجرّحت وجوهُ المارّين مرور الـ(لا كرام) من المراهقِ الحانقِ على كل شيء يمرق بِ جانبه – مشاهدٌ لِ الشّابِ العربيد حينَ يوغلُ في الحاناتِ وأجسادُ نساء الليل.. وأخيراً.. قد أقولُ لها (ما بـ نصحكِ فيها منوب) خوفاً عليها من كل الكلام الخادشِ فيها والصاعق ايضاً !.

أخيراً.. كل ما اتمناه لكم، قراءه ماتعة وشيّقة لمن أراد خوض تجربة الخبز الحافي (ولو أن هناك شكّ D: ).

` ياربّ .. الشتويّة ../!

17/09/2010



ياربّ .. الشتويّة../!

 

 

 

 

 

 

 

كمْ نسيتُ كيفَ يأتي هذا الفصلُ في هذهِ البلاد؛ كيف للخدَرِ أن يزحف على الأطرافِ الناتئة من الأجساد،.. وكمْ أجهدُ ذاكرتي وأنا أستحضرُ بعضُ الذكريات التي كانَت تُقترفُ على متنِ الصقيع.. وتحتَ ارتباك الاكواب في يدي..!. نسيتُ كلّ الأشياء الجميلة التي أهدانيها الشتاء الأخير.. نسيتُ بِ صُحبةِ من كُنتُ أضحكُ واحكي وألتصق.. على من كنتُ ادلِقُ بقايا القهوةِ الباردة.. ومن كان يُغيثُني بمعطفٍ طارئ.. في شارعٍ ضيّق، لا أذكرُ أصحابُ الفضلِ في إجتيازي لنوبةِ البردِ التي لازمتني 21 يوماً في أيامِ الصقيع ../!

لاشكّ أنّ الصّيف هو الذي يشطبُ توالياً كل الأحداث التي صخُبَت في حناجرنا واجسادنا، وكم من نسيانٍ أصابني بهِ عن تفاصيل غرفتي وهي في حالة ارتجاف.. وعن ألوانُ أصابعي الضبابيّة جداً وهي متجمّدة على أرنبة انفي حينَ يشحذُ الدفء؛ و يا الله .. حينَ يجروء ويتطاولُ فَ ينسيني كيفَ تبدو حُنجرة فيروز وهي تلقي صباحاتها المُقدّسةِ على الشمس البِكر في الشوارع المبللة على طريقي  ../!

ياا الله../ كيفَ أجعل لي من سُلطة على الزمن، فَ أُساقطهُ من حولي بِ طريقةٍ أسرع من هذه التي يفتعلها؛ والروزنامة كيف لها أن تخلعُ عنها الأيّامُ .. حتى ترتدي مِعطَف كانون الأول.. لِ نتنفّس ../!

 

– يارب ../ يارررب الشتوية../!

(pray)