منال الشريف

.

 

 

 

لستُ بصدد الكتابة عن من هي الشريفيّة القادمة من مكّة (منال الشريف) ولا عن مذهبها الذي حاولَ المتلصّصون على الحقائق ومزوّروا الواقع أن يشوهوه في أعيننا بغية إحماء الطائفية التي لا تمتّ بصلة وهذه القضية!،.. ولن أكتب عن المواطنة ذات الإنتماء الوطنيّ ولا عن ولائها – والذي أعربت عنه في عدة وثائق محفوظة عنها- الذي تدين بهِ إلى حكومتنا  متمثّلة بخادم الحرمين الشريفين (ابو متعب) أعزّه الله ونصره على من عاداه، ولا عن بعضِ الجهولين حين حاولوا تصوير (وتَصْيِير) قيادتها لسيارتها إلى كونها مؤامرة ذات أجندات خارجية ايرانية شيعيّة خامنئية نجّادية مصدّرة إلينا من طهران وما جاورها!، ولن اكتب عن (منال الشريف) الإنسانة البسيطة جدا، الواعية جداً، المثقفة جداً / الموظفة كمستشارة أمن المعلومات في شركة أرامكو (Computer Security Consultant) / الام لطفلٍ ذو خمس سنوات والذي ما زال ينتظرها ان تعود من عملٍ لها في مكانٍ مجهول / والإبنة التي لم ترتكب عهرًا ولا عقوقاً ومع ذلك جُرّمت وفُسّقت على جميع أشكال وانواع وسائل الإعلام الحديث منها والعتيد دون اعتبارٍ لأهلها ولا كرامتهم ولا عرضهم.. دون اعتبارٍ لما هو متروكٌ للربّ من إطلاق الأحكام على الناس.. وماهو في يدِ الإنسان من امورٍ محدودة! / الاخت التي باتت رمزًا لي وللكثير غيري حين دخلت عقولنا قبل قلوبنا.. ونشأت في صدورنا إيماناً وركيزةً تشير إليها اصابعنا كلما قلنا (حقٌ لا يُسكت عنه) / ولن أكتب عن المناضلة وما انجزته في يوم واحد من صمود أمام الاستعباد والهيمنة الذكورية في هذا البلد (اللطيف الظريف المتحضر الملوّن) الذي اعيش فيه،.. هناكَ من كتبَ  غيري كثير ولو حاولت أن أكتب.. فلن آتي بجديد.!

كما ومن منطلق الأمانة والتنويه البريء.. انني لست أيضاً بصدد الكتابة عن رأيي وتحليلي لقضيتها التي وقفَت لأجلها ومن أجلها تلك الشريفة، ولا عن حرّاس الفضيلة وجنود الجنّة ورجالُ أبوابها الذين قذفوا تلك الفتاة في شرفها وعرضها وذكروها بما ليسَ بها والعالم يشهد على افترائهم كذبًا قبلَ الملائكة التي ترتكز على أكتافهم، وكل فردٍ منا يحتفظ بأرشيف يُدين هؤلاء الذين يدّعون الدين.. أولئك (المنزّهون المختارون) المستمرين في هتافات التعهير والتفسيق والتجريم العلني.. و الذي جعل من حثالة القوم وجهلاءه جماهيرًا لهم يتبعونهم في ما يتقوّلون ضدها.. و(منال الشريف) في زحمة هذه الأحداث وارتطامات السفن ببعضها.. لا تملك من أمر نفسها شيئاً حبيسةُ جُدرانٍ لا تستطيع ممارسة ابسط حقوقها في الرد عليهم ( وهنا كأني أستحضر بتلك المشاهد والأصوات والتصريحات العشوائية والمتطاولة والمستنكرة [جداً] على بعضهم كحفلٍ ميمون.. دعوا إليهِ من يُناصرهم في حربهم ضد فتاةٍ “لاتدري بما يدور من حولها” فأكلوا من لحمها شواءً طيّب التتبيل، بينما لحومهم مسمومة مُرّةٌ قاتلة “وهنا تتابعاً أتذكر حنقاً :- من أمنَ العقوبة.. أساء الأدب“).!

كما وأنني لن أكتب عن الأحداث التي مررت بها، ولا عن المياه الراكدة التي حركتها قيادة منال لـ(سيارتها) في وطنها.. ولا عن المياه الآسنة التي أخذت عفونتها تصيبنا بوباء العالم الاخير، لن أحكي لكم عن السبل التي سلكتها ما أستطعت في قضية (منال الشريف) دفاعاً عن حقها وعن حقي أولًا، ولا عن ما أقحمتُ نفسي فيهِ من مهاتراتٍ مع بعض الأشخاص حين خلتهم عقولاً أحاورها فإذا بهم (ينطقون عن الهوى)!، كما ولن احاول تنشيط خيالاتكم حين سمعت بأمر الخطاب الموجه لجلالة الملك وسريان توقيعه حتى بتأخر وصول المعلومة إليّ من قبل كبار القوم وصغارهم مطالبين فيه بالافراج عن (منال الشريف) مجدّدين ولائهم ومبايعتهم للملك، ولن أكتب لكم عن كمّية الحماس التي انفجرت في داخلي وأنا أقوم بالتسجيل في نموذج طلب تعليم وتعلم القيادة ولا اشتعال الأدرينالين في كل مرة أشاهد فيه المقطع الذي تظهر فيه منال وهي تقود (سيارتها) بالقرب من كارفور-الراشد.. ولن أروي لكم عن محاولات جمع وتثقيف اكبر عدد من الزميلات والصديقات المهتمات بقضايا مشابهة لدعمها علما بأننا في النهاية ندعم انفسنا ان شئنا الحديث بلسان الواقع، اخذاً في الاعتبار أنني لن أكتب عن الاعمال الجانبية (الشخصية) كجمع أراء العلماء الذين يستفتون الكتاب والسنة و لا يرجعون إلى (البشوت)، بالإضافة إلى تكديس الوثائق التي تصدر حديثاً والصادرة قديماً ان كانت لحسن حظّنا في جعبة عمّو “يوتيوب”، لن أكتب لكم وصفاً للطرق السهلة والوعرة التي توغلت بها لأحاول أن يصل صوتًا وان كان ضعيفًا، ولن أكتب لكم عن اهم الأحداث المنزلية التي جاءت مع القضية وبطلتها أمّي حين تشاجرت معها بحدّةِ من تفارقها حياتها، حين أبدت رأياً عاقلاً ومتزناً في البدء ثم تشقلبت الأمور معها (كالعادة)  حين لمست تعاطفي وحماسي مع القضية فجنحت إلى قذف منال وقضيتها بتهمٍ مجحفة ولا تمتّ لحديثها بالأمس بأي صلة كانت!!، لن أكتب لكم كيفَ أعلنت الصمت معها وهو السبيل الاوحد والطريق الأقصر، كما ولن أحدّثكم عن قراري في إعلان الحرب (الباردة والساخنة) على كل من حاول أن يأتي بتحريفٍ لمصدر تشريعي بتحريمٍ أو تجريم أو “تفسيق” وأظنني بدأتها فعلياً منذ هذه التدوينة.!

تغيرت أحداث كثيرة في بيتنا.. لن أكتب عنها، وأجزم بأن الكثير من البيوت الاخرى تغيرت، وأزعمُ .. بل و أجزم  بأن الآن في كل بيت ظهرت منال واحدة على الاقل، و في بيتنا ٣ منال يا فضيلة الشيخ المنقذ : ) !! لن أكتب عن أيّ شيء “بس خلاص” !!

3 تعليقات to “منال الشريف”

  1. قبل الرمي يُراش السهم .. Says:

    ويلٌ للعقل من اللسان ، وويل لأمة يمشي أموتها على الأرض ، وويل للشجي من الخلي ، من عرف قيمة الحق عزَّ عليه أن يراه مهضوماً ، ولو أن من جهل صمت لنقطع الخلاف ..!

  2. 7nanfahad Says:

    سعيدة جدا باكتشافي هذه المدونة .. فقط .. 🙂

  3. 7nanfahad Says:

    سعيدة جدا باكتشافي هذه المدونة .. فقط .. 🙂

أضف تعليق