Archive for 10 جويلية, 2008

صَبَاحُكَ أسْوَدْ يَا ألَمْ ../!

10/07/2008

 

 3-1

 

هناك الكثير من الأحزان التي قد تثقبُ شيئاً في داخلنا، دون أن ينزف هذا الداخل المثقوب اي شيء،

قد نسمع صوتَ التمزّق، ربما نرى هاوية ممتدة من فوهةِ الجُرح إلى مالانهاية العمق،

وفي بعضِ الحالات قد نشعرُ بنبضٍ ساخرٍ رتيب في تلكَ الثقوب، ولكن اخيراً، لا شيءَ يندلق .. لا شيء ../!

 

رغماً عن الثُّقب، نتورّطُ بالكثير من التعاسة، وأيّ تعاسة ../!!

ضخامةٌ بشعة لتمثالٍ كالسّخام، ميادينٌ مُقفرة، مدنٌ تذوي من تحت التراب؛

مُكتظةٌ بشجنٍ وألم، ممتلئةٌ بأشلاءٍ دَبقة وهلاميّة، أجسادٌ مثخنة، أمواتٌ متكدّسون؛

ثمَّ [ صباح الخيرِ ] يا سَقرٌ../!

 

تعاسة؛

وأعني بها تلك المفردةٌ الواطئة، الـ تمارسُ علينا لزوجةُ الحضور تكراراً، و أبداً لا يمكن أن تتقنُ ثقافة الغياب او حتى عِلم التلاشي../!

 تلك المفردة / المفجعة التي تؤذّن بنا معَ كل فجرٍ فاجر، حيَّ على [ الجراح ] ، ألا حيّ على [ النباح ]../!

المفهوم الذي يرسمُ لنا خطوطَ يدِ القدر، الذي يشطبُ ملامح الفاجعة بفاجعةٍ أكبر او أشدّ وطئة؛

الكلمة المصابة بمرضٍ خبيث في كامل جسد الحياة، والمستمر في الإنتشار مع كل ثانية عابرة ذات غفلة ../!

 

 

منذ ألفِ سكّين،

ومنذ ألفِ عامٍ خارج عن دائرةِ الملّة، أمعَنَ القدر في خيباتي المستاءة،

وتطاولَ في إنهاك مدائن السكينة والأمان حول حصوني المتهالكة، قد أحكم الخناق حول رئتي واستنزف أصابعي فعلا وقولا مكظوما؛

ومازلت أسأل نفسي رغمَ حطاماتي-

هل يليقُ بي كل هذا الزخم من المعاناة المتواترة ../؟!

هل خُلقتُ من شيءٍ لا أعرفه، ولكنه قطعاً لم يكن من طين كي أحتمل هذه الأقدار المفجعة ../؟!

هل انا إمرأة خارقة للطبيعة وكل قوانين البشريّة؛

كي أجَابِهُ هذه الصدمات [ وحدي ]، دون بكاء،

دون أن يقف أيّهم مكانَ ظِلّي؛

دون شكوى دون نجوى ودون انكسار ../!.

 

 

أيها الألم، صباح الخير ../!

صباحكَ طفلٌ يرتشفُ يُتمه من ثديِ انثى ليست أمه، صباحكَ يحتطبُ القبور،

يحتضنُ الأضرحة، ويضاجعُ نعشاً قادماً في المستقبل القريب../!

 

أيها الألم، صباحكَ أسود ../!

 

 

صباحكَ طاعنٌ في التشرّد،

طاعنٌ جداً يا ألم ../!

 

 

-][-

شعائري../!