Archive for 27 ماي, 2009

أقلُّ من مَوتْ‘ أكثَرُ مِنْ احْتضَارْ../!

27/05/2009

 




أوكَلتُكَ نفسي، فلا تَخُنّي ../!

يُمسكُ بأضعفِ جزءٍ من خاصرةِ ألمي، يبتسمُ بِ خسّةِ رجلٍ اعتادَ عشوائيّة النساء من حوله، واصبحَ اختلاطِ العطورِ على ياقة قميصهِ أمرٌ من صُنعِ الطبيعة وحدها، يبتسمُ بِ دنائةٍ مثيرة، كأيُّ رجلٍ ارتبطَ وجههُ بِ ذاكرةِ عذراءَ تبلَلَ سريرها بخيالاتٍ ناريّة كلما افترش جسدها ذراعاً سمراءْ، تحيطُ بها هالةٌ حمقاءْ أشبهُ بشبقٍ لِ وطنٍ متأخّر ../!


 

-من أينَ جئتِ يا جنّيّة!، خلتكِ حلمٌ لا يحقّقهُ الإلهُ لأمثالي من الصعاليك!
– لستُ حلماً يا معتوه! لكنني لستُ بِ كابوسٍ ايضاً، فقط لعنةٌ من الرّب، تبصقني السماءُ في وجهِ الرجال “أمثالك” دائماً، رجالٌ يتقنونَ التّكهن بمواردِ الموتِ في عُنُقي، وأضمنُ لهم بِ وعودٍ قُدُسيّة جداً، حياةً أبديّة تقتربُ بهم من الموت كل يوم، ولكنّ الموت عليهم حرام ../!

 

(ضحكةٌ جانبيّة صغيرة تخشعُ تحت شاربٍ بدأت الفضّة تهرشُ منه)
-هه، ماذا الآن، قطّةٌ تحاولُ ان تخربش أنفي! كلامكِ يستوجبُ عليّ صفعكِ بِ ورقةِ توت، ولعقةُ مطوّلة.. لا أدري أين.
(ابتسامةٌ جانبيّة أشدُّ ارباكاً من انفاسه التي تقتربُ كثيراً)
– مُطلقاً، فَ أنا لا أحاولُ أبداً، إما أفعلُ أو ألتزمُ الخَرَس لا أبرحُ جُبْني.
كنتُ أريدُ أن أسديكَ صنيعاً لن تنساهُ وإنْ فرَّ المرءُ من أخيه، وصاحبتهِ والبقيّةُ تباعاً !
ولكن وضاعتُكَ لا تُريكَ أبعدُ من أنفك في أحسنِ الأحوال. ربما أقربُ في أسوأها.

 

إلتقطَ قطعةُ عنبٍ قريبة، سحقَ مقدّمها بأسنانه واقترب بها من فمي، ربَتَ بمائها ثلاثاً على شفتي السفلى.
قال بِ نبرةٍ حقيرة، اعتدتها منه؛
– الأظافرُ الطويلة…
– مابها ؟
اقتربَ اكثر، واسنانه تكشفُ عن النوايا المحتقنة في داخله،
– لا تليقُ بكِ أبداً !
اعتصرَ ماتبقّى من حبّة العنبِ فوقَ زاويةِ فمي، ومضى ../!

* لسنا بحاجة النّردِ، بعد أن استقامت أقدارنا في يدِ عفريت ../!