Archive for 5 جانفي, 2010

– أشياءٌ تشبهُ / ــك ../!

05/01/2010

يستطيل حزنه في جسدي حتى يثوي بكامل حجمه في عمودي الفقريّ ليستقرّ في ظهري، يهرشني البؤسُ الفارعُ منهُ.. ويدقُّ وتداً بينَ كلِّ فقرةٍ و أخرى .. يشدّ حولي حِبالَ الهلع القميء؛ وذلك الصوتُ القادمُ من اللا مكان هناك.. نفيرُ الصراخِ المحتبسِ في جوفهِ .. يتأرجحُ بينَ اصطكاكِ فكّيهِ وإصبعي .. عفاريتٌ تمارسُ السُكْـر على راحةِ  يده المتعرّقة وهي تُدينُ القَدَر .. وتُعاقبُ السماء ../!

لا شيء ../ لا شيءَ سوى غِرقة بكائهِ المتكاثرِ في رئتيه؛ تحيلني إلى كائنٍ فقدَ أهليّتهُ للعيشِ مع الكائناتِ .. سواه ../!

في تلكَ الوهلةِ الجاثمةِ أبداً، في تلكَ القصاصةُ المطويّة في أدراجِ الجحيم، تبدأ الأرضُ في التسارعِ دوراناً .. والهواءُ يتباطئُ .. لا يتدفق؛ تبدأ السماء في غضبٍ متوارث منذُ أزمنةِ عادٍ وثمود .. تبدأ الرّاجفةُ في دائرتي .. و الأنفاسُ تشدّها الأنفاس، وأنا على فطرتي التي فطرني الله عليها؛ أفقدُ نبضي في صدري .. وملامحي تتوسّمُ رجلاً يحبطُ كلّ ما اختزنتُ لهُ من حالةٍ خاصّة تضمنُ لهُ كفافَ النساء .. لِ رجولتهِ وحدها ../!

كَ عاصِفةٍ تأتي بِ لا موعدٍ مدوّن، في غفلةٍ من السماء .. / من رهقِ الزوايا ومن ركامِ العُرفِ الأقدمِ .. هناكَ من نافذةٍ قصيّه جداً، تنزُّ رجولتهُ رغمَ دهشةِ الحزنِ في عينيهِ.. ويبدأ من جديد في خزنِ الوجع لنفسهِ .. واحتباسِ الأنينِ فوقَ الوهنِ المتناسلِ في عظمه، يشطبُ من عالمهِ “أنا” .. ويبيدُ كلّ اعتقادٍ تجذر في خاصرةِ الحياة بيننا ..:

أن الرّب قد أوجدني من أجلهِ وسخّرني لأكونَ لهُ إمرأةٌ خارقة.. لا اتعبُ / لا أذبلُ / لا أطفحُ همّا ولا أسقط ../!

.

و../

صمتٌ يرتديني بِ ارتجافٍ لا يعنيكَ ربما، حينَ أشهدُ السماءَ قد أمطرتكَ بِ نساءٍ عابرات ../ باغياتٍ لاهثات؛ لن يُقمنَ في مخدعكِ إلا ماتيسّر لهنّ من العُهرِ والدَّنس أن يترهّلوا، فوقَ أغطيةِ السرير او على أرضٍ دافئة، وأنتََ .. الرّجلُ الذي وهبتهُ قوافلُ الروحِ وكتائبُ الجسد .. سَ تستجيبُ لهنّ قبلَ النّداء وقبلَ القيامِ، والصلاةُ لن تكونَ إلا تحتَ خِدرِ أجسادهنّ، و سَ تستلمُ قبلَ أن يُراقَ الماءُ في جبينِ اقبيتهنّ، وأنا المرأةُ التي أشبهُ أمّكَ.. المرأةُ التي أبكيتُكَ معي كما لا يبكي الرّجال، أنا المرأةُ الأقربُ لِ وجهِ طِفلَتُكَ التي تثير الجنونَ في أشيائكَ-وتحبّها هكذا- لن أكونَ في حُزمةِ أشيائك؛ سَ تفتقدُني ماشاءَ لكَ الفقد، وسَ يعتصركَ التيه ماكتبَ الرّب لكَ من زفير؛

ومن اجلي؛ سَ يجيءُ القَدَر بِ إمرأةٍ لا تشبهني، سَ تُحبّها ولن تَفقهُ من رتوشها شيئاً؛ سَ تحبّكَ ولن تتصيّرَ لكَ تلكَ الأمّ التي تحنو على رضيعها ..؛ ذاكَ الذي بعدَ ان انجبتهُ عَقِرَت حياتها من بعده عمداً ../!

تنتهي الحكايا../

نوعٌ من تفاصيلِ إمرأةٍ لا تجيدُ الحياةَ دونَ رجُلٍ طفل؛ هي حكايتي معك، كل تداعياتها لا حدّ لها من كمِّ الحنين ولا ينتهي طريقُها في معابدِ البرّ والإحسان؛ حكايتي معكَ كانت أبعدُ من عُرسٍ أبيض .. وغناءٍ بربريّ لو كنتَ تفقه !، حكايتي كانت ناسِكةٌ جداً .. صوفيّةٌ حدّ الموت ..  وأفلاطونيّة ملعُونة ، إنسانيّتُكَ المفرِطة لم ترتقي لوعورةِ القمَّةِ هناك ..

ورغمَ الفاجعةِ الفاحشة ../

هاكَ.. كل سنيّ العمر ما أزهرَ منها.. مانضجَ.. وما تفرعَ منها وماهوى !،

هاكَ عنّي الارائك .. والاستبرق.. والخمرِ والخدرِ .. / هاكَ الرضى والغفران .. هاكَ السّلامُ أقرؤكَ إياهُ عن روحٍ تغادرُ جسدَ إمرأتِك.. وتقيمُ في صدركَ ملوّثةٌ بكَ حتى يوم يبعثون ../!