Archive for 2 أكتوبر, 2010

BaBa M7aMmad`~

02/10/2010

ما أوغَر الوجع حينَ أكتُبُ صِدقاً عنِ الرّجلُ الأول في بداية السّطر لِ عائلةٍ كانَ هوَ طرفٌ أكبر في وجودها، جدّي يآرب.. يقبعُ بينَ أجهزةٍ لا أحدَ يفقهُ عملها بعدك إلا ثُلة من الأطباء المتفاوتين في تخصّصاتهم ورُتبهم العلميّة وألوان قمصانهم !.

ياربّ.. جدي ../!

يقولون بأنّه يتوسّد يُـتمَ غرفته الباردة ولا يدرونَ ان أوردتي تنوي أن تُشعل دَمها لِ دفء وسادته .. ويقولون أنّ الوحدة تستفحلُ في خلايا جسده../ جسده الذي يهرشُه مكانٌ لم يُخلق من أجله!. يصفونَ لي كيف أنّ الرّهق طفح على جِلده.. وكيف ينزّ الوجعُ من تجاعيد عينيه.. ومحيط فمه !.

يحكونَ لي تفاصيلُ الأوكسيجين في رئتيه.. وأنّهُ لا يتنفّسُ إلا بِ وجع صَعب.. يقولون بأنَ الهواء يرفضُ رئتيه .. التي بِ دورها لا تقبلُ إلا بِ جزءٍ ضئيلِ جداً -تحصل عليه عنوة- من “جِهاده” واجتهاده الغير مقصود.. و.. تدخّلوا .. آآهٍ ياربّ.. تدخلوا، فَ قطعوا بِ المِشرط حُنجرته.. أقحموا أنابيبهم في قصبته الهوائية .. نحروهُ نصفُ نحرٍ .. و صنعوا لهم مجداً جديداً في سجلاتهم الطبّية.. و.. صنعوا لهُ ممراً آخر لِ العصيّ من الهواء في رئته !.

يقولونَ بَ انّه يتنقلُ من وحدة القلب الى الأخرى بعشوائية تَـعَـبه.. وأيّامُهُ البطيئة عليه تتساقطُ في ردهاتِ الـ”IC” كَ حبّات الرمل.. قالوا لي بِأنه هَزل جداً .. وتضائلَ جسَدُه جداً …. وتنازلت بعضُ اعضائُه عن عملها .. و.. يقول.. يقول أبي بِ فاجعةٍ مؤمنة “أحسنَ الله خاتمته” ../!.

إلهي.. إن جدّي قد كانَ رجلٌ تخجَلُ منهُ الارضُ وترهَبهُ جذوع النخيل !. الرّجلُ الحِكمة.. الرّجلُ البّدويّ في طوبِ المدينةِ الملوّنِ .. الرّجلُ البِدء في خارطة التكوين لِ مفاهيم الحياة القديمة.. وأول الحكايا والأساطير في خيالاتي التي أثمرت به../!

ياربّ .. إن جدّي رجلٌ ترفّعَ عن زركشات هذه الدنيا.. ما أغراهُ مالٌ ولا شدّتهُ أضواء الإمبراطوريّاتُ المُسخّرة.. زهد فيها وتورّع.. دهسَ بِحِكمته كل مايفنى طمعاً بِ كثيركَ المؤجّل../!

يارب.. إنّ جدّي لا يملك لأمر نفسه حولٌ ولا قوّة.. وهو عبْدكَ الضّعيف.. قابعٌ في زحمةِ الأجهزة المعلّقة على رقبته ومحيط صدره.. فَ رَحمتُك ياربّ../!.

يارب..

أتدري مالذي يرعبُني ويطحَنُ أيّامي هذه؟!.. أخشى أن تطالَ حِكمَتُه شيءٌ من القَدَر.. وكل هذا الأمرِ لا يعدو إلا بِ تدبيرٍ منه.. يهيئنا لِ الرّحيل ../!