Archive for 18 أكتوبر, 2008

عَلَىْ أوْقَحِ مَا يَكُونْ ../!

18/10/2008

 

 

 

 

رجلٌ من عالمٍ افتراضيّ، يغادرُ إلى ربهِ فجأه ولكن بسبب !، شارعٌ ، مخرجْ وسيّارة !

رحمهُ الله ، انتهى ../!

لكن أن يكونَ رجلٌ من عالمٍ افتراضي، يدعى [صديقي]، يرتدي احلامُ الطفولة وكوابيسُ الفصول ../!

يقتني عطراً من أرواحٍ كلما اقتربَ منها، كلما تكاثرت طيباً على اكتافهِ وصدره ../!

أن يكون رجلٌ من عالمٍ وهميّ، يقاتلني كثيراً على مائدةٍ مؤجلة، ينتقي منذ اللحظةِ اطباقاً تاريخية، يعاقرني نخبَ صداقةٍ بيضاء، ويرتّل تلك الاقتباساتِ المحرمة تحت شعار [ انا حرّ ] – ما رأيكِ ../؟!

رجلٌ اعتادَ ان يقول لي : [ انتِ الأصدق، معكِ امارسُ شخصي بلا رتوش ]، واعتدتُ ان اضحك في تلك النافذة كثيراً كي اسحق الخجل الـ مندلقُ من اصابعي وأشاكسهُ الحديث ../!

رجلٌ من أصابعهِ تنسلُّ النوايا البيضاء، من وجههِ تشرقُ الشمس، ومن قلبهِ تُبعثُ الكواكب ../!

حينَ يُقبِل، لا يرضى إلا أن يؤثـّث اوجاعَ المارّة والعابرين، ويؤمّنَ لهم مشاجبٌ صالحة للبكاء، لا يقبل إلا ان يكونَ عكّازاً لكلّ وعكة، وإن كُسِرتْ ساقه ../!

رجلٌ كان هنا افتراضياً، بقناعٍ وهميّ، في عالمٍ مترهّل، وانتهى ../!

رجلٌ وماتْ ..توفى انقضى وانتهى وكل شيءٍ يوحي بالفناء كانوا يقولون في ذاك الرجل ..

يتكلمون عنك يا صديقي ، كانوا يتكلون عنك ../!

 

أتعلم شيئاً

لقد فاتَني وقتُ الرصيف../!

وانتهى موعدٌ غراميّ قد كان بيني وبينَ زجاجِ النوافذ، الشمسُ تكشفُ عن ساقها، الليلُ بلا انتصابٍ ولا رغبة . خصلاتي الغجريّة في ذبول، وخاصرةُ حرفي في ذبول، اقلامي مرتبكة، دفاتري ممزقةُ الوشاح ../!

ماعادَ شيءٌ يغري لـ البقاء، وماعادَ عطري يشبهُ ارتعاشكَ في اللقاء !

ربما لأن كل الاشياء التي قد جمعتنا يوماً قد قررت ان تفرّقنا لتثبت لنا أنها والقدرُ سيّان ../!

رحيلُكَ وافقَ أعيادُهمْ !

أجل، تعرفني يا صديقي كم امقُتُ العيد، كم لا أنتمي لـِ هذهِ الشعيرة أبداً، منذُ الازلِ وانا أتشائمُ من هذا الطقسِ الفاشل حتى النخاع، الآن فقط أدركتُ لماذا انا اكرهُ العيد إلى هذا الحدّ، وأجزمُ بانكَ قد وجدتَ سبباً كافياً ليشفع لي ../!

 

يا صديقي .. هناك الكثير من الأشياء الصفيقة في حيواتنا، لا مبرر لها سوى أنها قد نشأت على يديّ الفساد ../!

يأتي الموتُ فجاه يا عزيزي، من اوقحِ الأشياء العابرة هو الموت ../!

لا يطرق باباً، لا يتركُ رسائلاً ولا دلائل، يأتي مدفوعاً بـِ عهرِ الطرقات، تسيّرهُ الرغبات المتوحشه، يخشى أن يتركَ صيداً شهيّاً لمخالبِ القدر، يخشى أن تطلع الشمسُ قبل ان يعودَ إلى وكرهِ ، يحبّ الخسائر، تثيرهُ الدماء، تغريهِ الأجسادُ الصغيرة واليافعة، يتقنُ سلخُ الأحلامِ الورديّة، يمارسُ العهر بشذوذِ قاصر !

هوَ الموتُ يا صديقي

يأخذكَ مني، على اوقح ما يكون، بأسرع ما يكون ، بأقبحِ الطرقِ والشوارع ../!

يا صديقي ، يرثونكَ هناكَ، ويقولون بانكَ رحلت، لا أظن ذلك ! فقد بدأتُ شبه موقنةٌ بأنك لازلت بالجوار، بأن صفحاتُ هذا العالم ستاتي بكَ يوماً ما، وأن تلك النافذة، سترميكَ على محادثاتنا الاخيرة وفي يدينا اكوابٌ من القهوةِ الباردة، تضحك علينا و نبكي عليها ../!

 

يا صديقي ..

قال لي أحدُهُم، بأنّ الموتى لا يرحلون، هم معنا وبيننا، أشياؤهم لا تبرحُ اماكنها، ثيابهم وعطورهم ومجلداتِ الذاكرة الخاصّة بهم، هم بين أيدينا يمكثون، كل مافي الأمر أن الموتى يحتاجون إلى استراحةٍ ضئيلة، يذهبون بها إلى أحد المتاجر، يبتاعون مؤونة ايامٍ قادمة لا يعلمون متى تنقضي، ثم يقصدون الجنة، ولكنهم ينتظرون في محطّةِ السماء بعض الوقت، هذا يخرج تذكرة العبور، وهذا لازال قيد الاستجواب، وذاك يبتسمُ لشجرةِ التفاحِ وظلّ آدمَ و خصر حواء ../!

يا صديقي ..

لا شكّ بأنكَ تشعر الآن بي؛ وكم أحتاجُ أن تثبتَ لي ما قيل .. /!