ما أكبر الوجع الذي يلحق بنا بعدَ إفاقتنا من خِدَرٍ في العُمرِ المرير، عندما تصطبغَ وجوهُ الملتفّينَ من حولنا بِ لوحةٍ من خَلاصٍ و راحة بعدَ عبورهم لنقاطٍ حرجة في سقوطنا أمامهم!.. يظنّونَ أن الأصعبَ قد انتهى .. ولم يتبقّى في رحلتنا إلا الهيّن من العثراتِ البسيطة !.. يبتهجونَ بحجمِ ارتباكهم قبلاً، يضحكونَ بطريقة هستيرية تقريباً !..
فكاكهم من حالةِ القيدِ والاختناق التي لحقت
بهم قبلاً تصيبهم بفرحةٍ مفجوعة،
(وسعادتهم شحيحةٌ أيضاً .. يالحسرة السّماء) ../!
لا بأس .. لن يفهمنا أحد، الكلّ هنا يعيشُ صخباً .. مشتّتينَ بينَ بكاءٍ وضحك، يضحكونَ لشدّة فزعهم .. والسّعادةُ تنوحُ على أكتافهم بعدَ الإفاقة التي تجيء متأخرة !.. تلك البهجة التي لا تجيءُ إلا بعدَ أن حرّثت لهم صبرهم وانتظارهم ../!
يهمّني أنني لا ابدي أيّ نوع من ردّة فعلٍ على وجهي !.. ولكن ..،
ذلك القيدُ الذي كانَ يرغمني على عدمِ الحراك .. ذلك القيد الذي ظننتُ انني تخلصتُ منه بإفاقتي حيّة وخروجي من غمارِ قتالهم إيايَ ، ليسَ إلا قيدٌ مزمن .. قد إلتحمَ وعظامي، والفكاكُ منهُ أحد المعجزات التي لن يمنّ بها الزمنُ عليّ ../!
ما أكبر الوجع..
الذي يصيبُكَ بعد صحوةٍ متأخرة
في عمركَ البائس ../ منذ أن كانَ عُمركَ صِفراً ../!