Archive for 6 سبتمبر, 2008

ياحَضرَة الْـ[خَسِيْسْ] ../!

06/09/2008

 

 

 

 

 

 

 

عندما يحتقنُ الوجع في أصابعي

وترتدّ الأحرفُ عن ملّتي وشريعتي

عندما يُكبّلونَ الشوارع، ويعتقلون مداخلَ قريتي

عندما يشطبونَ اروقةُ الحياة من وتينِ الأبجديّة

و يتدافعونَ في [ وطنٍ متقهقر ] أفواجاً

كيفَ سأكتبُ له ككل [ حماقاتي ] :

يا سعادة الرئيس../!

 

كيفَ امارسُ عروبتي بسلاحي الوحيد ، ذي الطلقات العشر../!

و كيف أزاول مهنة الصمت المتحدث

وارتدي جلباب الـ [ اكابر ] ..

أضعُ على متني إستبرقٌ مؤجّل ، و اصبغُ جسدي بعطورٍ فردوسيّةِ الإستيراد

وكلّ هذا الحضورِ، لأنّ حضرة الرئيس [ كلاس ] !

 

 

اوجاعٌ تتوارثها الاجيال يا مُواطِنُ الرغيف..

هي أشياءٌ حتميّة، [بجدارةِ القدر]، كانَ لزاماً علينا أن نمضي بها رغماً وقسرا ..

خرائطٌ ومخطوطاتٍ تاريخيّة : كُتبَ عليكمُ الصراعُ فـ الصراعُ فـ الضياع !

منفى / ارامل / مشردين / اطفالٌ شيوخ / نساءٌ رجال

و القانونُ لا يسري الا على اليتامى والمساكين و يتركون [ ابن السرير ] ../!

 

كيف أكرر حماقاتي لحضرته

بعد ان كمّموا افواه قلمي ، ومزّقوا شعائرَ يدي

كيفَ بعدَ أن فضّوا بكارةَ الجدرانِ والأسقف و دهسوا المحابر../!

كيفَ سيصلُ صوتي، بعد ان شوّهوا الهواءَ في صدري

 

يا حضرة الرئيس../ سانويْ الصراخَ فـ استمع وانصت لعلّكَ [ تـَرحمْ ] :

دنسوا حديقتي بـِ لعابِ الكلاب و مدينتي حبلى بـ ألغامٍ و رصاص وأشياءَ اخر ..

تداولوا شرف جارنا في بورصتهم، وقطعوا اصبعَ فَرَح لأنها لم تفعل شيء

أطبقوا الحياة فوق رأسِ الشيوخ، وكدّسوا الطرقاتِ بـِ أشلاءٍ مُثخنة ../!

 

يا حضرة الرئيس، ولا اخفيكَ هذا الصمتُ المدقع هنا

لا أحد يمشي، ولا أحد يبكي ، ولا أحد يولول.. الارصفةُ الآن في حالةِ وهنٍ غريب

لا أرى دكّاناً ولا شجرةُ برتقالٍ تعتكفُ فوقَ رأسي عند الكرسيّ الخشبي

حضرة الرئيس، هنا لا أحد سواي

لا رجالٌ ولا نساء

لا اطفالٌ ولا أرامل

لا أذانٌ ولا منابر../!

يا حضرة الخسيس

لا شيء ينتمي لي هنا

لا شيءَ هنا يشبه ماكان يوماً هنا

لا شيء عامرٌ في هذه المدينة

سوى المقابر !